للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإحساس ولا ذلك الطرب الذي يتغنى بالحياة. وليس في ذلك الخيال الخالق الذي ينشئ الصور والأشباه ويلبس المعاني الخفية أثواب المنظور والمحسوس.

ولكن أليس شوقي شاعر الرثاء؟ ونقول نحن: هو كذلك إن كان الغرض من ذلك القول أنه أكثر الشعراء شعرا في بكاء الأموات وأنه قد نظم أربعين أو خمسين قصيدة أو أكثر أو أقل رثاء جماعة من نبهاء المعاصرين.

غير أنك تقرأ هذه المراثي فلا تجد فيها فرقا بين الرجل والصفات ولا يعجزك أن تضع رثاءه لإسماعيل أباظة موضع رثائه لرياض أو رثائه لفريد موضع رثائه لعمر لطفي اللهم إلا اختلاف الأسماء والوظائف والألقاب.

أخلاق شاعر الأخلاق: الدكتور هيكل

بعد أن أصدر هيكل العدد الخاص من السياسة لتكريم شوقي وكتب مقدمة الشوقيات تحول إلى الهجوم على شوقي.

علمت أن شوقي بك لفق بعض أخبار عن السياسة ومحرريها وانطلق وأطلق جماعة من صبيانه يذيعونها في القهاوي وفي الطرقات فأصغرت ذلك منه وأعرضت عنه وأبيت أن أحدثه فيه لكيلا أحرجه بأن أصارحه بهذا التدلي إلى حضيض الخلق.

ولكنه لم يقف عند رواية أخباره الملفقة وإرسالها على ألسن صبيانه، بل جرت السفاهة على صفحات "نشرة" ينفق عليها لتصفق له ويدير تحريرها باسم مستعار لتنال من أعراض من يحسبهم خصومه. جرت بالطعن


١ السياسة الأسبوعية ٢ يوليه ١٩٢٧.

<<  <   >  >>