في أعضاء اللجنة التي كرمته باتهام أعضائها جميعًا بأنهم "أرادوا أن يتخذوا من تكريمه أداة للنصب والظهور، ويتخذوا منها إعلانًا عن أنفسهم وعن سلعهم البائرة وصحفهم الخاملة" لم يستنن منهم أحدا كلما كثر عددهم كما جرت بالأسف على أن لم يتول العمل أشخاص معينون ذكر اسمي من بينهم.
أنا لا أستطيع أن أجد لهذا التطور العجيب مبررًا من روية أو تفكير وإنما هو إسلام النفس للبطانة من الصبية فبعدما كان شوقي يقدر بنفسه ما في إصدار جريدة كالسياسة الأسبوعية لعدد خاص من التكريم وسوس إليه الصبية المملقون أنهم لا يرضون عن أن ينتقد، ويعتبرون أي نقد في حضور رجال الأدب من مختلف بلاد الشرق العربي جناية على مجده تكاد تثله ففزع ثم اضطرب ثم لفق ثم جاء إلى الاسم المستعار.
مقدمة الشوقيات: زكي مبارك
كانت الصلة١ قويت بيني وبين شوقي سنة ١٩٣٥ وكان شرع في طبع الشوقيات فشاء لطفه وكرمه أن يدعوني لكتابة المقدمة بعبارة لا أزال أذكر نصها بالحرف:"سيكتب الدكتور هيكل مقدمة تاريخية وستكتب أنت مقدمة أدبية".
وبعد أيام تلطف فأهدى ما طبع من الجزء الأول مصححًا بخطه الجميل لأكتب في تقديمه ما أريد ورجعت إلى نفسي فتذكرت أن المقدمات يلتزم فيها الترفق وذلك ما لا يجمل بكاتب مشغول بالنقد الأدبي مع شاعر لا يزال في الميدان وأسرعت فكتبت إليه خطابا قلت فيه: إني لا أستطيع كتابة