المقدمة التي ينتظرها أمير الشعراء لأني أخشى أن أقول فيها كلاما يصدني عن نقده إن رأيت في أشعاره المقبلة ما يوجب الانتقاد وفي عصرية اليوم الذي كتبت فيه ذلك الخطاب قابلت الدكتور طه حسين وأخبرته بما وقع فغضب أشد الغضب وقال:"ليتك استشرتني قبل أن تصنع ما صنعت، ألا تعرف أنك أضعت على نفسك فرصة من فرص التشريف؟ لو طلب شوقي مني ما طلب منك- وأنا خصمه- لاستجبت بلا تردد، فشوقي في رأيي هو أعظم شاعر عرفته اللغة العربية بعد المتنبي".
ثم أقيم الحفل بدار الأوبرا سنة ١٩٢٧ لتكريم شوقي وأصدر هيكل عددًا خاصًا من السياسة الأسبوعية ودعي للاشتراك في تحريره رجال منهم زكي مبارك وقيل: إن شوقي أشار بحذف مقالات كان من بينها مقالة "ولم يرتح شوقي إلى هذا العدد الخاص فقد ظهرت فيه عبارات تغض من مقام أمير الشعراء".
قال زكي مبارك:"ثم غضب شوقي على هذا العدد من السياسة الأسبوعية وكان شوقي إذا غضب معه ألف مرتزق من أدعياء الأدب، فمضى أولئك المرتزقة يقولون في الدكتور هيكل كل ما تسمع بنشره الوريقات المتسمة زورا بوسم الجرائد والمجلات فكتب الدكتور هيكل في السياسة الأسبوعية مقاله المأثور "أخلاق شاعر الأخلاق" وهو مقال فصل فيه ما كان بينه وبين شوقي وتوعده توعدًا أليما, فقد نص على أن شوقي لن يظفر مرة ثانية بمثل ذلك الاحتفال.
ورأيت أن أرجع إلى الدكتور طه أستفتيه فابتسم وقال: كان مصيرك سيكون أفظع من مصير هيكل لو كتبت مقدمة الشوقيات.