فلما جاء طاغور إلى مصر دعا شوقي أساتذة الجامعة المصرية للقائه في داره ولم يدع زكي مبارك فحرضه بعض الصحفيين على إيذاء شوقي بمقال أو مقالين "وزعموا أن مال شوقي لا ينال بغير الهجاء".
٦- بين هيكل وبين شوقي:
صور الدكتور هيكل موقفه من شوقي في ذكريات كتبها في أخبار اليوم سنة ١٩٥٢ "قال":
كان شوقي يضيق بالنقد بل كان لا يطيقه. أما حافظ فكان يضيق بالنقد ولكنه يطيقه. أذكر يوما من أربعين سنة خلت كنت فيه بمنزل عبد الرازق خلف قصر عابدين. وكان في المجلس المرحوم مصطفى عبد الرازق وأخوه علي عبد الرازق وحافظ.
وقد كان بيني وبين شوقي مودة دامت عشر سنوات. وكان شوقي يضيق بالنقد ولا يطيقه ولعله كان يحسبه عيبا في ذات أمير الشعراء كالعيب في الذات الملكية، وكان الدكتور طه ينقد شوقي في جريدة السياسة وأنا رئيس تحريرها وكنت ألتقي بشوقي كل مساء وكثيرا ما كنا نصطحب في سيارته إلى منزلي وإنها لفي إحدى الليالي إذ قال لي: ما الذي يقصد إليه صديقك طه من توجيه النقد إلي في كل مناسبة؟ أيظن نفسه قديرًا على أن يهدمني؟ قل له: إنني مجد تكون ومن المستحيل هدم مجد تكون وإنه ينطح بنقده صخرة لا تستجيب له.
ولم أعجب لهذا الكلام. إنما كان عجبي لأن شوقي كان يسرع إلى مقاطعة من ينقدونه. ثم كان يسرع إلى استرضائهم بكل وسيلة مستطاعة.