للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأي طه حسين في شوقي ١:

لغيري أن يمدح شوقي ببا حساب. أما أنا فلا أريد أن أمدح ولا أريد أن أذم. وإنما أريد أن أنقد وأن أؤثر القصد في هذا النقد، وأظن أن شوقي يؤثر النقد المنصف على الحمد المسرف، وأظن أني أجل شوقي وأكبره بالنقد أكثر من إجلالي إياه بالتقريظ والثناء وقد شبع شوقي ثناء وتقريظا. وأحسبه لم يشبع نقدًا بعد. وليس شوقي فيما أعلم منه شرها إلى حسن الحديث وطيب المقالة، وهو لم ينشئ شعره لذلك وإنما هو شاعر يحب الشعر للشعر.

قرأت مقدمة هيكل وكنت أظن أنني سأظفر فيها بمذهب شوقي في الشعر ولكنني لم أكد أظفر بشيء صريح من العقيدة الشعرية لشوقي فيما كتب هيكل، أترى أن يصدر ذلك أن ليس لشوقي عقيدة شعرية يستطيع هيكل أن يعرضها أم ترى أن مصدر ذلك أن هيكلا لم يعن بشعر شوقي عنايته بنثر أناتول فرانس.

والوقاع أنني لا أعرف لأمير الشعراء عقيدة صريحة في الشعر، وما أرى أنه قد حاول أن يكون لنفسه هذه العقيدة وما أرى أنه فكر في الشعر إلا حين يقوله، إنما هو كما يقول هيكل في شيء من الدهاء مجدد حينا ومقلد حينا آخر، وهو في تجديده وتقليده لا يصدر عن عقيدة فنية واضحة، وإنما


١ كتاب حافظ وشوقي لطه حسين.
تحول طه حسين والمازني عن رأيهما في شوقي أما العقاد فإنه لم يغير رأيه الأول وكان العقاد قد هاجم شوقي في شعره كما هاجم مسرحياته وله في نقد رواية قمبيز كتابا مطبوعا هو "قمبيز والميزان".
ولا شك أن هناك خلافا حقيقيا بين مذهب شوقي ومذهب المدرسة الحديثة التي يمثلها العقاد والمازني غير أن السياسة وصراعها كان لها دخل كثير في خصومة الأدباء لشوقي ومما يذكر أن العقاد هاجم شوقي في صحف الوفد يوم تكريمه في نفس الوقت الذي كان فيه سعد زغلول رئيسا للاحتفال.

<<  <   >  >>