للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنه شخص لا وجود له, فإن للسان سلطة منكرة ولقد لعن آبائي وأجدادي لعنا أظنه أزعجهم في قبورهم.

قلت لنفسي: لا بد أن في الأمر سرًا وأقبلت على الكتاب أتصفحه فما راعني إلا أن مؤلفه هو الدكتور رمزي مفتاح يتهمني بالعقوق والغدر والخيانة, وإلى آخر ما يمكن أن يخطر بالبال من أمثال هذه المعاني وهو يشرك معي في التهمة الشنيعة صديقي الأستاذ العقاد بلا سبب ثم يفرد له تسعة أعشار الكتاب وللعقاد لسان حال وبيان قوي، وإن كنت أحسبه لن يعنى بهذا الطن السخيف وسبب هذه الحملة أني كنت نقدت الأستاذ عبد الرحمن شكري الشاعر في كتاب الديوان الذي أصدرناه -العقاد وأنا- في سنة ١٩٢٢وأن ما بيني وبين شكري فسد بعد ذلك وقبله.

وأحب أن أنصف شكري وأسطر للقراء قصتي معه لا لأن الدكتور رمزي مفتاح رماني بالغدر والخيانة, بل لأن كتابة مناسبة صالحة.

كانت علاقتي بشكري كأوثق ما يمكن أن تكون علاقة صديقين ثم حدث سنة ١٩١٥ أن كنت أنا في الإسكندرية فبلغني أنه وضع كتابا عن أدباء هذا العصر وأن فيه فصلا عني يجب أن يقرأه علي قبل طبعه وأنه قادم لهذا.

ولما صرنا في بيتي أدهشني بقوله: إنه يريد أن يسترد مني رسائل كان قد كتبها إلي فذهلت، وقلت له: دونك الدرج فخذ منه رسائلك جميعًا إذا شئت ولم أر أن أسأله بعد هذا عن كتابه الذي يزعم أنه كتبه عني فقد حز هذا المطلب في نفسي ووقع عندي أسوأ وقع وآلمه.

وكان مما قاله لي في ذلك اليوم أن الجزء الأول من ديواني أبياتا سهل

<<  <   >  >>