يجد القارئ في هذا الكتاب رجلين هما: عبد الرحمن شكري وعباس العقاد وسيكون بلا ريب من العسير على نفسه أن يحل كلا منهما في المنزلة التي يجده فيها في هذا الكتاب إلا إذا كان مستوعبا للحركة الأدبية منذ عشرين سنة حينما صدر ديوان شكري الأول سنة ١٩٠٦ وكانت له ضجة كبيرة في الشرق العربي.
واسم العقاد الآن مذكور لاشتغاله بالصحافة أكثر من عشرة أعوام واسم شكري مغمور لعزوفه عن طلب الشهرة وعدم طبعه دواوينه بعد أن نفذت طبعتها من أزمان. ولقد كان تلميذه العقاد والمازني يلازمانه ويأخذان من أدبه ويؤمنان بعظمته حتى إن المازني كتب في الدفاع عن ديوانه الأول قرابة عشرين مقالا متتالية. ولما اشتغلا بالصحافة اصطحبا عليه وراحا ينالان منه ويقعان فيه ليغمرا ذكره ويعلوا على شلوه المأكول فأصدرا معا كتاب "الديوان في النقد" فرمياه بالنقد الذي لا يمت إلى النقد الأدبي ولكنه مفرق إلى مقتل يعلمانه في الرجل وطبيعة استحيائه ونكوصه أمام المهاترة الحزاف, فكان كل نقدهما أنه ذكر لفظة الجنون في أبيات متفرقة من شعره فلا بد أن يكون مجنونًا!.
١٠- رد عبد الرحمن شكري ١:
ذكر الأستاذ خلدون أنه إذا صح ما في الكتاب "كتاب الدكتور مفتاح" تكون منزلته من الأستاذ العقاد والأستاذ المازني كمنزلة عريف القرية من تلاميذه الذين يبزونه فضلا وعلما ويفوقونه دراية وحكمة، وكنت أود أن