وإعلانه في كل قطر زاره من أقطار الأرض في الشرق والغرب وإلى كل متحدث إليه من الشرقيين والغربيين أنك زعيم الشعر العربي المعاصر وأستاذ الشعراء العرب المعاصرين, لا يستثني منهم واحدا ولا يفرق منهم بين المقلدين والمجددين، وإنما يسميهم جميعا بأسمائهم غير متحفظ ولا متردد ولا ملجلج ولا مجمجم, وإنما هو اللفظ الصريح يرسله واضحا جليا لا التواء فيه ولا غموض، فأنت قد علمت المتقدمين كيف يرتفعون بتقليدهم عن إفناء النفس فيما يقلدون, وأنت قد علمت المجددين كيف ينزهون أنفسهم عن الغلو الذي يجعل تجديدهم عبثا وابتكارهم هباء. أنت حميت حافظا من أن يسرف في المحافظة حتى يصبح شعره كحديث النائمين, وأنت حميت شوقي من أن يسرف في التجديد حتى يصبح كهذيان المحمومين.
وأنت رسمت للمعاصرين هذه الطريقة الوسطى التي تمسك على الأدب العربي شخصيته الخالدة وتتيح له أن يسلك سبيله إلى الرقي والكمال، وقد حاولوا أن يتبعوك في هذا الطريق فطار بعضهم بجناح واستسلم بعضهم فارتاح١.