للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويمكن أن يقال: إنها أغنت الأدب العربي وأضافت إليه ثروة لم تكن له: ويمكن أن يقال: إنها قد رفعت من شأن الأدب العربي وأتاحت له أن ينبث للآداب الأجنبية الحديثة والقديمة".

ولنسلم بأن طه حسين هو المشيد الأول بشأن أهل الكهف ومؤلفها فهل هذا حدث جديد في تاريخ الأدب.

لم نسمع من قبل أن الناقد إذا أثنى على كتاب حسب أنه تفضل على مؤلفه ورفع شأنه من الحضيض وأن على المؤلف واجبا مقدسا هو أن يشتري من فوره سبحة لكيلا ينسى أن يسبح بحمد الناقد أناء الليل وأطراف النهار.

ولكن من الإنصاف أن أقول: إني لا أشك في أن طه حسين أول الأمر كان يصدر حقا عن عقيدة الناقد الذي يؤدي واجب النقد والفن وحدهما، فلم يكن قد رآني وما كنت قد رأيته، وما كان تصادم الطباع والخصال قد لعب دورا في تقدير الأمور وسواء كان طه مخطئا أو مصيبا في رأيه الذي أبداه فهذا ليس من شأني ولا من شأن الأشخاص، إنما هو شأن النقاد.

على أني إذا تفرغت للنقد يوما، فإني أرجوا أن أؤدي واجبي بمثل هذه الحرارة والأمانة والقوة نحو آثار طه وغيره من الأدباء.

أما مشاعري الخاصة كإنسان نحو الدكتور طه فليس الظرف اليوم مواتيا للإطناب في وصفها وسأختار الزمان والمكان الملائمين للإفاضة بها دون أن يحمل فعلي على غير محمله.

<<  <   >  >>