الكروان وقرأه كثيرون من الأدباء فحدثوني عنه حديث رضا وسرور، وفي مقدمتهم الدكتور طه مهدي دعاء الكروان.
أما الأستاذ توفيق الحكيم فماذا صنع؟
لم يرضه ما أرضى الدكتور طه ولا ما أرضى الأدباء ولا ما أرضى كثرة القراء.
وراح يتحدث ويكتب ليقول: هنا صفاء. فكيف بالله يليق هذا الصفاء؟
ثم وجه إلي بعد أيام أخرى خطابا قال فيه:"إنك للمرة الأولى تخاطبني إلخ ولا أظن أنني أشبه هملت في كثير من خصاله وأفعاله ولكني إذا سئلت: لم صنعت صنيع "هملت"؟ أفلا يجوز لي أن أسأل: ولم الوقوف وراء الأستار وأولى من ذلك الخروج إلى وضح النهار؟ أليس هنالك بعض اللوم على من ينصت خلف الستر ليسمع ما يسمع أو ليقول ما لا يقال.
وعبرة أخرى أن الأستاذ الحكيم يذكر التعالي في موقف الكاتب وينسى أنه اختار لأدبه عنوان "البرج العاجي" وهو عنوان الأدب المصطلح على وصفه بالتعالي بين نقاد الغرب وشعرائه، فليترك برجه العاجي إذن أو فليتركنا نحن نتعالى ونتواضع كما نشاء.
إن كان يعني هؤلاء وأمثال هؤلاء فهو واجد في الأدب العربي الحديث صداقات من تلك الصداقات وواجد من هناتهم في الغرب نظائر لما نشكوه من هنات الزملاء المصريين والشرقيين والطبيعة البشرية واحدة في كل مكان تلك أصدق حكمة عن الناس قالها إنسان.