للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧- توفيق الحكيم ١ الصفاء "أيضًا":

كانت دعوتي إلى الصفاء بين الأدباء خالصة لوجه الأدب, فأدباء مصر البارزون الدائبون على الإنتاج لا يتجاوز عددهم العشرة على التسامح الشديد.

كان الأجدر بنا نحن العشرة أن نوجه صراعنا لا إلى بعضنا البعض بل إلى الفن ومصاعبه وأسراره.

ولكن الأستاذ العقاد في مقاله رد يقول: إن صاحب الدعوة إلى الصفاء هو الذي بحث في أسباب الكدر بملقاط ليخلقها خلقا بين رجلين على أحسن ما يكون من الصفاء فإذا صح هذا الزعم كان حقا مما يدعو إلى الأسف بل إلى السخرية، ربما كان ظاهر الوقائع يدل على ذلك ولكن هل كانت تلك حقيقة المقاصد والنوايا.

وقد رأى الأستاذ العقاد أن يجزي واحدة بواحدة فلم يفته في ختام مقاله أن يدرس هو الآخر سببا من أسباب الكدر بيني وبين الدكتور طه حسين لقوله أن الأستاذ الحكيم يقول بعد الإشارة إلى ثناء الدكتور طه عليه منذ سنوات: لم نسمع في غير مصر أن الناقد إذا أثنى على كتاب حسب أنه تفضل على مؤلفه ورفع شأنه من الحضيض ... إلخ.

ومضى يصورني في هيئة الناكر للجميل. والأستاذ العقاد ولا شك قد فهم أني ما قصدت بإيراد هذه العبارة وأمثالها إلا مجرد إظهار الإساءة لطه حسين وهو في أوج نفوذه, فقلت ما نصه: "إن هذا الوقت هو أحب الأوقات عندي لإساءته لا لإرضائه".


١ الرسالة ٨ يونيه ١٩٤٢.

<<  <   >  >>