للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحقيقة أنها كانت قصة انتهت مع الأسف بانهيار صداقة من أعظم الصداقات التي عرفها أدبنا المعاصر:

ثم تحدث توفيق الحكيم عن قصة أهل الكهف ورأي طه حسين فيها وصداقتهما التي قامت على الأثر وقال: "ولكن, وآسفاه لقد تغلب أولئك الشامتون واللائمون آخر الأمر وفازوا بمآربهم وأشعلوا نار الوقيعة بيننا واضعين أيديهم على مواطن الضعف فينا، وضعف الفنان هو عزته وكرامته، وإن شئت فقل غروره, وهكذا لم يستطع طه حسين أن يحتفظ طويلا بابتسامته وضحكه أمام السامعين بالسوء ولم أستطع أنا أن أحتفظ باتزاني فأنقذ المودة الصادقة وأضحي بالعزة الكاذبة.

وبهذا حطمنا تلك الجوهرة التي منحتنا إياها السماء, ومن أجل ... من أجل ماذا؟ لست أدري ما حدث بعد ذلك، فذاكرتي الآن لا تسعفني، كل ما أذكر أننا حاولنا أن نرم ما تحطم، ولقد أقمنا معا بعض الصيف في جبال الألب فضحكنا كثيرًا ولهونا طويلا بل لقد ألفنا معا هناك كتابًا, ولكنها مع ذلك لم تكن الصداقة الأولى، لماذا؟ لعل شيئا في نفسينا لم يكن صافيا كل الصفاء أو في نفسي أنا على الأقل, إني أعرف؛ لقد كنت أمتنع عن كل ما يؤخذ على أنه ملق أو زلفى, لقد كان طه حسين وقتئذ هو شخصية ذات نفوذ، وأنا أكره إرضاء أصحاب النفوذ.

ولكني الآن وقد وضعت بين تهمتين: الزلفى ونكران الجميل فإني أوثر التهمة الأولى فلقد سبق أن اتهمت بها في مجال السياسة, إن الشهرة قد جائتني حقيقة ببعض المال ولكن، هل كنت محتاجا إلى ذلك المال؟ إني لم أكن معسرا ولا مقترا, جائتني بالمركز الاجتماعي، كلا فقد كنت قبلها من رجال

<<  <   >  >>