القضاء المحترمين ولو أني بقيت كذلك ولا شيء غير ذلك لظفرت بالحياة الهانئة الوديعة النافعة، على الأقل للعدالة والناس، ولكن الشهرة وما يحيط بها من الإشاعات والأقاويل والأباطيل قد حالت بيني وبين ذلك الخير، فبعد أن كانت تسعى إلى طلبي الأسر وأنا في القضاء سموا في الثقة والهيبة أصبحت تنفر مني اليوم, لقد جاوزت الأربعين وما أبصر في الأفق طيف واحة مورقة في صحراء حياتي المحرقة.
ما قيمة الشهرة بغير سعادة وما قيمة الأدب والفن بغير هناء؟
٨- زكي مبارك؛ أحزان توفيق الحكيم:
لم أكن أنتظر أن يكون عتبي على الأستاذ توفيق الحكيم١ فرصة لمجادلات ومساجلات يجري بها قلمه مع الكاتبين العظيمين عباس العقاد وطه حسين.
يظهر أن أحزان توفيق الحكيم لن تنجيه من "الوقوع في قبضة الأديب الفلاح" فاسمعه اليوم كلاما يسره في حين ويحزنه في أحايين وفقا لحالته النفسية.
دار الأستاذ الحكيم في رده على الأستاذ العقاد حول "نفوذ" الدكتور طه حسين فماذا يريد أن يقول؟
هل يتوهم أن نفوذ الدكتور طه تميمة تعيذه شر أقلامنا إذا رأيناه انحرف؟ وما احتياجنا إلى نفوذ طه حسين ونحن نعرف أن ذلك النفوذ بلاء عليه، يستطيع الدكتور طه بكفايته العلمية أن يكون أكبر موظف في الحكومة المصرية ولكنه لا يستطيع الزعم بأن سلطان القلم يفوقه أي سلطان.