للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألم يرفض جماعة من علماء العراق مصافحتي بحجة أني آذيت الغزالي؟ ألم يقل جماعة من علماء مصر بأني وجهت أقوال الغزالي إلى غير ما كان يريد؟

ألم يقترح الأستاذ جاد المولى بك أن ينص في محضر الامتحان أن اللجنة غير مسئولة عما في الكتاب من آراء؟

قدم هذا الكتاب لنيل الدكتوراه في الفلسفة من الجامعة المصرية سنة ١٩٢٤ وكانت لجنة الامتحان مؤلفة من منصور فهمي وأحمد ضيف ومحمد جاد المولى وعبد الوهاب النجار وأحمد عبده خير الدين.

ويظهر أن المؤلف كان يعاني ثورة روحية وعقلية عند تأليف هذا الكتاب فقد صاحب الغزالي في مؤلفاته نحو خمس سنين، فأسره الغزالي على نحو ما يصنع بمن يواجهون ثورة الوهاج.

ورأى المؤلف أن تأليف كتاب في "الأخلاق عن الغزالي" لا يتيسر إلا بعد النجاة من أسر الغزالي فجمع قواه وكسر باب الأسر ليتنسم روح الحرية الفكرية وليلقي الغزالي لقاء الند للند إن كان للغزالي أنداد.

وفي مدى ثلاث سنين استطاع ذلك الشاب أن يكتب رسالة للدكتوراه في الفلسفة عن "الأخلاق عند الغزالي", وهي رسالة شرقت وغربت بحق أو بغير حق، واهتم الدكتور "سنوك هوجريته" فنشر في الثناء عليها بحثا باللغة الهولندية كان طليعة التنويه بالمؤلف في بيئات المستشرقين.

وفي اليوم التالي نوقش فيه المؤلف بجلسة علنية في الجامعة المصرية كان بين الحاضرين جماعة من أساتذة الأزهر الشريف على رأسهم الأستاذ الجليل

<<  <   >  >>