عبد المجيد اللبان شيخنا وشيخ أشياخنا وصاحب الفضل على كثير من العلماء, وقد طاب للشيخ اللبان في ذلك اليوم أن يعترض من وقت إلى وقت بأسلوب يحرج الممتحن ويحرج لجنة الامتحان.
لخص مقدم الكتاب معركة الامتحان بأسلوب صورني فيه بصورة الثائر على التقاليد الدينية فانبرى لمجادلتي على صفحات المقطم عالمان جليلان أحدهما الشيخ أحمد مكي، والشيخ يوسف الدجوي فلم أرد عليهما؛ لأن الدكتور طه والدكتور منصور نصحاني بالسكوت عما أثار امتحاني من جدال, وهي نصيحة سجلها الدكتور طه في جريدة السياسة وهو ينقد كتاب مدامع العشاق في أوائل عام ١٩٢٥.
واستطاع كتاب الأخلاق عند الغزالي أن يقاوم هجمات الناقدين عددا من السنين إلى أن تعرض له ناقد لا يرحم المؤلف، وإن كان يحمل اسم المؤلف، ففي اليوم الرابع من أبريل ١٩٣٧ وقف طالب يؤدي امتحان الدكتوراه في جلسة علنية بالجامعة المصرية، وكان أكبر همه أن ينتقض آراء الطالب الذي وقف هذه الوقفة في الخامس عشر من شهر مايو ١٩٢٤ فماذا صنع؟ أثبت في كتاب "التصوف الإسلامي" أنه ظلم الغزالي في كتاب الأخلاق عند الغزالي والحكم على النفس من مظاهر القدرة على مغالبة الأهواء.
وقال زكي مبارك: وهذا كتاب ألفته في أوقات كنت فيها ثائر القلب والعقل على فهم القدماء للأخلاق، وهي ثورة لم أنج من شرها إلى اليوم, وقد أسايرها وتسايرني إلى آخر أيامي، وكيف يهدأ من يروعه أن يرى في رجال الدين من يعرفون خريطة الحياة الأخروية ويجهلون خريطة الحياة الدنيوية.