قال مكرم عبيد: المصريون عرب. فنحن معشر المصريين جئنا من آسيا. ونحن أدنى إلى العرب منذ القدم من حيث اللون والخصائص السامية والقومية، نحن عرب ويجب أن نذكر في هذا العصر دائما أننا عرب قد وحدت بيننا الآلام والآمال ووثقت بيننا الكوارث والأشجان، وصهرتنا المظالم وخطوب الزمان، فالوحدة العربية حقيقة قائمة. وهي موجودة ولكنها في حاجة إلى تنظيم. والغرض من التنظيم إيجاد جبهة تناهض الاستعمار وتحفظ القوميات وتوفر الرخاء وتنمي الموارد الاقتصادية وتشجع الإنتاج المحلى وتزيد في تبادل المنافع وتنسق المعاملات فكما أن أوربا خلقت شيئا معنويا ترتبط به وتلتف حوله أغراض سكانها على اختلاف أممهم فكذلك نحن سيئول مصيرنا إلى الالتفاف حول مثل أعلى يوفق بيننا فنصير كتلة واحدة وتصير أوطاننا جامعة وطنية واحدة أو وطنًا كبيرًا يتفرع منه عدة أوطان لكل منها شخصيته لكنها في خصائصها القومية العامة متحدة متصلة اتصالا قويا بالوطن الأكبر".
وقد قال لي: نحن عرب في مصر ولا نمجد الفراعنة إلا لأنهم عرب.
الأستاذ مكرم عبيد فرعوني صميم ومن نوابغ مصر في ثقافته وأخلاقه ووطنيته والأستاذ طه حسين المسلم المصري يحكم والناس معه بالظن على فرعونيته فلن يكون ذلك أصدق تفرعنا من مكرم عبيد وإذا ما ادعى ذلك كان أشد فرعونية من فرعون نفسه، أو أشد كما قيل: ملكية من الملك، والأستاذ طه حسين ينكر الوحدة العربية بأنواعها وشرائطها، ويعد من يقول بهذه الوحدة من أصحاب العقل القديم.
رأي طه حسين في الوحدة العربية، الهلال ١٩٣٩:
ربما كان من الأمثلة الطريفة التي تبين الفرق بين العقل العربي القديم،