للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعقل العربي الحديث في هذا العصر الذي نعيش فيه مسألة الوحدة العربية أو الوحدة الإسلامية التي يكثر فيها الكلام وتشتد فيها الخصومة فما أظن الناس يختلفون في أن هذه الوحدة نافعة للشعوب العربية والشعوب الإسلامية أشد النفع، وفي أن مصالحهم تدعوهم إليها وتدفعهم إليها دفعا ولكنهم مع ذلك يختلفون ويختصمون لا لشيء إلا لأنهم يختلفون في تصورهم هذه الوحدة حسب ما يتاح لهم من العقل القديم أو العقل الحديث.

أما أصحاب العقل الحديث -أي الدكتور طه حسين وأنصار التغريب- فيفهون هذه الوحدة على نحو ما تفهم عليه في البلاد المتحضرة بالحضارات الحديثة الأوروبية، يفهمونها على أنها لا تنفع ولا تضر إلا إذا احتفظت بالقوميات والشخصيات الوطنية والحريات الكاملة لأعضائها والسيادة العامة لهم في حياتهم الداخلية والخارجية وقامت على الحلف الذي لا يفني أمة في أمة ولا يخضع شعبا لشعب١.


١ تعليق: تحول الدكتور طه حسين عن هذه الأراء بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ حينما رأى تيار الوحدة العربية يمضي إلى طريقه، ولكنه انحرف مرة أخرى وناقض نفسه حين تكلم عن القومية العربية في مؤتمر الأدباء العرب الذي عقد في القاهرة في ديسمبر ١٩٥٧ وتصدى له بالرد عدد من كتاب العرب. "اقرأ محاضر جلسات مؤتمر الأدباء العرب طبع المجلس الأعلى للآداب، والفنون".

<<  <   >  >>