وما مبلغ الجهد فيها، دعك من هذين وانظر وإياي فيما أنتجت، إنه لا شيء أو لا يكاد يكون شيئا فأنا رجل بيني وبين الخامسة والأربعين شهور، وهذا أنا.
وما أدري يا صديقي ما عساي أقول لك فيما كتبت عن "ثورة الأدب" لند آثار دهشتي وآثار خجلي فما كنت أحسبه ينال منك كل هذا التقدير وما كنت أحسبه جديرًا به.
ولعلك أنت شعرت بهذا وخشيت أن يتهمك الناس بالإسراف في الثناء على صديقك إسرافا يصرفهم عن حسن الاستماع لهن فأردت أن تحصي عليه وعلى كتابه بعض هنات تجعلهم أدنى إلى الإيمان بعدالة ثنائك وأنت على حق فيما أحصيت من بعض الهنات وإن كنت قد أسرفت في بعضها فقد ذكرت أن هيكلا من أصحاب المعاني بين الكتاب وأنه يهمل لغته إهملا شديدًا.
والحق يا صديقي أني لا أضيق بأسلوب ولا أجد به بأسا ولعلك يا صديقي على حق بل إنك لعلى حق، فليكن أسلوبي ما يكون فلن أرضى به بديلا، فأسلوب الكاتب هو الكاتب ولن أرضى لنفسي أن أكون إلا أنا بما في من حسن وقبح، ومن خير وشر، ومن عرف ونكر، والحمد لله الذي لم يجعلني شرا مما أنا.
وما لي أضيق بأسلوبي ولم أتخذ الأدب يوما صناعة ولا أنا توفرت على دراسة الأدب، إنما أنا رجل درس القانون والاقتصاد والسياسة ومال إلى قراءة الفلسفة والأدب لا إلى دراستهما دراسة انقطاع وتمحيص، وطبيعي