بك أحيانا إلى ما يكره سيبويه والخليل وصديقك طه حسين, وأنت تذكر ما كان بيني وبينك من جدال متصل في هذا الموضوع. فقد كنت أتهمك بقلة البلاغة في اللغة العربية وكنت تجيبني بأني أزهري, وكان أستاذنا لطفي السيد يسخر منك ومني في رفق وحنان، وقد مضيت أيام وأعوام، ومازلت أنا أزهريا كما كنت أما أنت فقد أتقنت اللغة العربية إتقانًا١.
من هيكل إلى طه:
هذا البحث يشعرني بما لك من أثر في مجهودي وإنتاجي يجعلك صاحب فضل فيه كبير، ولست أخفيك أني مدين في حياتي ككاتب لأشخاص كثيرين شجعوني وآذروني وعاونني بوحيهم ونقدهم وبحسن توجيههم إياي وأني ماأزال بحاجة إلى هذه المؤاذرة وإلى هذا الوحي.
ولست أخفيك أن فضلك عن "ثورة الأدب" قد أثار مني ابتسامات دهشة وخجل متصلين، فقد رأيتك تصورني فيه بصورة لا أعرفها لنفسي، سورة جني لا ينقطع إنتاجه وأب لا يبخل على أسرته بحقها عليه, وصديق لا يضن على أصدقائه بحقوقهم عليه، فلست أعرف لنفسي من هذا كله شيئا، غنما أنا مقصر في حقوق أصدقائي أكثر من مقصر في حق أسرتي.
ثم ماذا تراني يا صديقي أنتجت، دعك من فصول يومية تكتب في الصحف أنت أعرف الناس بتفاهة ما ينفق من مجهود في هذه الفصول، ودعك من العمل في حزب سياسي فأنت أدرى بالسياسة المصرية، ما هي