للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يغفر ما كشفت من سرقاته وكان الناس يحسبونه من المبدعين.

وفي أوائل شهر مايو دعاني الأستاذ الدكتور منصور فهمي إلى مكتبه وقال: أرسلت إدارة الجامعة تسأل عن تجديد العقد والنظام يوصي بأخذ رأي الدكتور طه حسين فاذهب يا بني وصف ما بينك وبينه وسأحفظ الخطاب حتى يتم بينكما الصفاء فأجبت الدكتور منصور فهمي بما نصه: "أنا على أتم استعداد لتصفية ما بيني وبين الدكتور طه ولكني لا أفعل ذلك في هذه الأيام, ولو أنك اقترحت ذلك منذ شهرين لقبلت, أما الآن فلا تسمح نفسي بمصافحة الدكتور طه وأنا أعلم أن لذلك دافعا من الغرض ومع ذلك ما الذي يزعجك يا سيدي العميد؟

أتظن أن الدكتور طه يتحين هذه الفرصة ويتشفى مني، إنه أعقل من أن يقترف مثل هذا الانتقام المفضوح.

فابتسم الدكتور منصور ابتسامة مرة وقال: أنت يا بني تسرف في حسن الظن بالناس.

وفي المساء الذي اختلفنا فيه بتكريم لطفي بك في فندق ميناهاوس تلفت فرأيت الدكتور طه فصافحته، وكان معه الدكتور حسن إبراهيم فوجه إليه الكلام قائلا: الدكتور زكي تلميذك وهو يحبك يا حضرة الأستاذ.

فقلت: أما إني كنت تلميذ الدكتور فصحيح ولكني لا أحبه وهو لا يستحق مني غير البغض.

فتكلف الدكتور طه الابتسام وقال: ألا أستحق منك غير البغض يا دكتور زكي؟

فقلت: أنت تعرف أن مودتنا كانت أطهر من الماء, وتعرف كيف

<<  <   >  >>