أن نتناسى ما فات لأن مصلحة العمل توجب الوفاق, وقد ابتسم الأساتذة حين ذكرت أن الشطط كان من بعض ما علمني وعدوها خطبة لبقة فيها ترضية وفيها احتراس، وبعد أيام دار طلبة الجامعة على الأساتذة يطالبونهم بدفع قيمة الاشتراك في تكريم الدكتور طه، وكانت خمسين قرشا وهو مبلغ زهيد ولكني رأيت من الأشرف أن لا أدفع خمسين مليما في تكريم شخص مثل طه حسين.
فلما طالبوني بالاشتراك أبيت وكانت حجتي أني لا أحب أن أهجو رجل وأكرمه في أسبوع واحد, وكذلك عصمت نفسي من هذا التكريم.
وبعد شهرين من ذلك التاريخ أقام طلبة قسم اللغة العربية حفلا لتكريم طه حسين وجاء تلاميذي فرجوني أن أحضر ذلك الاحتفال ودعيت للخطابة فألقيت كلمة حازمة في الموازنة بين أساتذة دار العلوم وأساتذة كلية الآداب وكان في تلك الكلمة درس نافع، قلت: إني أوجهه إلى نفسي وإلى تلاميذي وإلى الدكتور طه إن شاء ومع ما في تلك الكلمة من إيذاء الدكتور طه فقد قابلها الطلبة بالتصفيق والإعجاب لأني ألقيتها في حزم وإخلاص.
٢- أما موقفي في جلسات قسم اللغة العربية فكان دائما موقف المعارضة الصريحة لنزعات طه حسين، وكان لا يسلم مني إلا بأخذ الأصوات، وكان أساتذة اللغة العربية لا يرون فائدة في معارضته إذ كانوا يعرفون أن كل شيء مصيره إلى هواه بفضل الوسائل التي يعرفها الجميع.
٣- لا أنكر أني أسرفت ولكن الأيام أرتني أن الحزم كان أوجب ولولاه ما استطعت الآن أن أناقش من يزعم أني قابلت الدكتور طه حسين بالترحيب وأنه مع ذلك لم ينس ما كويت به جنبيه من قوارع التثريب ولم