للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأقسمت لأقذين مشرع حياته ولأجعلنه مثلا في الآخرين وكذلك كتب مقال "طه حسين بين البغي والعقوق" الذي أبكى طه حسين بالدمع السخين وكان يظن أنه لن يعرف البكاء وعاد طه حسين إلى الجامعة في زفة لم يسمع بمثلها منذ كان يسكن في كفر الطماعين، وظن الناس أني سألاينه ولكن هيهات فقد تجاهلت عودته سبعة أيام إلى أن جمع بيننا مجلس قسم اللغة العربية.

في تلك الأثناء أراد الشيخ أمين الخولي أن يصلح بيننا فعرض الفكرة على الدكتور طه فقبل وعرضها علي فقبلت وكنت أرى أن الصلح خير وأن الزهد فيه بغي وعدوان.

وكنت أحسب أن الصلح لن يزيد عن المصافحة وتبادل التحيات ولكني فوجئت مفاجأة لم تخطر على بال، فإن الأستاذ أمين الخولي انتظر حتى اجتمع بعض الزملاء ثم نهض فقال: هذه أول جلسة يحضرها الدكتور طه حسين بعد عودته وأنا أقترح أن تلقى كلمة ترحيب وأفضل أن يلقيها الدكتور زكي مبارك لأن بينهما أشياء يجب أن تزول.

وكان موقفا في غاية الحرج ولكني تحفظت، إذ كنت أعرف أن العداوة التي بيني وبين الدكتور طه يصعب أن تزول، ومن الحزم أن لا أقول كلاما ينطوي على تودد أو ترفق فوقفت وقلت:

إني أرحب بعودة الدكتور طه وقد زاملته من قبل من ثلاث سنين، وكنت من قبل ذلك من تلاميذه الأوفياء، والذي وقع بيني وبينه لم يكن فيه شيء جارح إلا المقال الذي نشرته في البلاغ، وهو مقال أعرف بأن فيه شيئا من الشطط ولكني لا أعتذر عنه لأنه من بعض ما علمني، ومن الخير

<<  <   >  >>