القريب، إن أعظم منصب في الجامعة لا ينيلني من المجد ما أنالني كتاب النثر الفني، ستفنى أحجار الجامعة المصرية وتبيد ذكرياتها ثم يبقى ذلك الكتاب على مر الزمان والذين يحاربونني لم يطمعوا في محاربتي إلا لظنهم أني رجل أعزل لا أنحاز إلى حزب من الأحزاب وليس لي في الحكومة عم ولا خال، ولكن خاب ظنهم فإن الحق أعز وأقوى وسيرون كيف أزلزل أرواحهم وكيف أملأ قلوبهم بالرعب وكيف أريهم عواقب ما يصنعون.
إن النصر سيكون حليف من يصلون النهار بالليل في تثقيف عقولهم، أما الثرثرة الفارغة التي يعتصم بها طه حسين فلن يكون لها في عالم الجد بقاء.
٧- زكي مبارك: كيف هاجمت طه حسين١
١- إني بدأت أناوش الدكتور طه حسين منذ سنين حين تبين أنه كالطبل الأجوف وأنه لا يعرف من تاريخ الأدب العربي إلا قشور عديمة المحصول وكنت كلما هاجمته تخذل وضعف وخشي عاقبة النضال, ثم اتفق أني عينت في الجامعة المصرية فبدا له أن يتشجع ويناوشني ظنا منه أني أخاف المناوشات احتفاظا بمنصبي في الجامعة ودفعا لمغبات القتال، فأمهلته قليلا وتركته يصول في مناوشتي ويجول وكذلك أمليت له حتى جاءت, الموقعة الحاسمة يوم عين نجيب الهلالي وزيرا للمعارف وكان يعرف الصلة التي بينه وبين نجيب الهلالي وفي هذا ما هوى المحالفة بين رجلين لهما خصم لا سند له بين الأحزاب ولا عم له في الحكومة ولا خال.
في تلك الأيام أراد طه حسين أن يناوشني وكان يثق أني سأسكت فلا أجيب ورأى فريق من زملائي في الجامعة أن أتسامح مراعاة للظروف،