فنشرت محاضرتك عن البحتري في كتابك حديث النثر والشعر وأبقيت تلك الأغلاط. أستغفر الله. بل تفضلت فشكلت الكلمات المغلوطة لتقول: إنك لا تعبأ بأي نقد يوجه إليك.
٣- ثم ماذا؟ ثم حدث في صيف عام ١٩٢٩ أن أنكرت علي أن أتخذ شواهد لتطور النثر الفني من رسائل عبد الحميد بن يحيى وقلت: إن عبد الحميد بن يحيى شخصية خرافية كشخصية امرئ القيس وكان ذلك بمسمع من شابين واعيين هما محمد مندور وعلي حافظ وكانت حجتك أن عبد الحميد بن يحيى لم يرد اسمه في مؤلفات الجاحظ، فرجعت إليك بعد أيام وأخبرتك أن الجاحظ تكلم عن عبد الحميد بن يحيى مرات كثيرة. وأن مؤلفات الجاحظ تعرف رجلين أحدهما عبد الحميد الأكبر والثاني عبد الحميد الأصغر فلم تجب بحرف واحد.
ثم ألقيت وأنا في باريس محاضرة قلت فيها: إن عبد الحميد بن يحيى أخذ أشياء من أدب اليونان وفاتك أن تنص على اسم الرجل الذي أقنعك بأنه لم يكن شخصية خرافية.
وقد حملني العفريت الذي يحتل رأسي حين أخلو إلى قلمي على أن أسجل هذه القصة في أحد هوامش كتاب النثر الفني فكانت فرصة اغتنمها صديقك الأستاذ أحمد أمين ليقول في مقال كتبه في مجلة الرسالة: إن زكي مبارك يعوزه الذوق في بعض الأحيان.
٤- أنت تعرف أني لم أنل ألقاب الجامعة المصرية بلا جهاد.
وأنت نفسك أسقطتني في امتحان الليسانس مرتين واشتركت في امتحان الدكتوراه الذي أديته أول مرة مع أنك لم تكن عضوًا في لجنة الامتحان.