للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك الصفحة تقيس ما يقع فيه الدكتور طه من وقت إلى وقت فهو يقطع ما بينه وبين أصدقاء لا يجود بأمثالهم الزمان، وهو قد يصل أقواما لا يمتون إلى روحه بسبب قريب أو بعيد ولعله أكثر الناس ابتلاء بالمخادعين والمرائين لأنهم أحرص على مراعاة الظواهر من المصافين والموافين والكاذب يسبق الصادق إلى امتلاك القلوب الخواضع لخوادع الوداد.

وهناك صفحة عجيبة تذكر بأدب أبي حيان التوحيدي في تشريح العواطف، وهي الصفحة الخاصة بالشوائب التي تفسر الوداد ومن تلك الصفحة تعرف كيف جاز أن يتعرض الدكتور طه حسين لتقلبات في المورات والصدقات يستفظعها من لا يعرف ما فطر عليه من توهج الإحساس.

٢٠- طه حسين وإمارة الشعر:

إن الدكتور طه حسين "مسيو" بالفعل فلغته ولغة زوجته وأبنائه هي اللغة الفرنسية، ولكنه برغم ذلك من أعاظم الرجال في اللغة والدين. ولو كان الأمر بيدي لقتلت الدكتور طه حسين، ولو كان الأمر بيده لقتلني فقد تحاربنا سنتين، وأردت أن أقتله فيها فما استطعت وأراد أن يقتلني فما استطاع، نحن يا سيدي الدكتور لم نخلق للموت وإنما للحياة والمجد، فمن واجبك أن تكف شرك عني لأكف شري عنك وأنا على الشر أقدر منك.

أشعت أن إمارة الشعر بعد شوقي قد انتقلت إلى العراق:

أخطأت يا سيدي الدكتور إن الشعر لمصر حتى آخر الزمان، أنت نفسك حاولت أن تكفر عن ذنبك فخلعت إمارة الشعر على الأستاذ العقاد وهو أديب فاضل بدليل أنك أهديت أحد كتبك إليه، ولكنه شاعر صغير بالقياس إلى العبقرية المصرية.

<<  <   >  >>