للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل تحب أن تسمع شيئا من أدب هذا البائع الأحذية, قال في وصف شاعر شاب؛ لقد سلم الناس من شعره ولم يسلموا من علله المعدية وأمراضه المتنقلة، ويقول فيه: لقد نفخه ... الأثيم المغرور؛ هذا أسلوب بائع الأحذية في كتابه في فلسفة الأدب ونقد الأدباء، لقد احتملنا رغم أنوفنا فساد الجو الأدبي حتى سأمه من لا يحسن كتابة اسمه فهل نرضى أن يسوء أدب الباعة والعمال وهم يقدمون السلع المرغوبة للآنسات والسيدات وذوي الكرامات، اللهم عونك ورحمتك١.

٤- محمد أمين حسونة ٢؛ مدارس الفكر في الأدب المصري:

نادى أنصار الجديد بقطع الصلة بالماضي واستندوا إلى محاكاة الغرب دون أن يحاولوا الابتكار لأن الأفكار الأوروبية لم تكن قد تأصلت في نفوسهم ومن ناحية أخرى لم يكن في وسعهم أن يهزوا الوسط الذي عاد إليه ولا البيئة التي يعيشون فيها، لأن هذه البيئة كانت لا تزال فطرية، للماضي سلطان قوي عليها وهو حي في أعماق عقولهم.

وأول من سعت لحل قيود العقل والتخلص من الأسار الضيقة نتيجة التأثر بمظاهر الحركات السياسية التي لمسوها في الغرب وقوي فيهم هذا الميل اطلاعهم على الآداب الفرنسية.

وهناك فريق أدرك بعد التبصر وإنعام النظر أن الثبات على القديم سيؤدي إلى الفناء فقالوا إذا كان للقديم حق وللتراث قيمة بارزة فلا يجوز نبذه والقضاء عليه ويمكن إعادة تنظيمه وفق الأصول والدراسات الخصبة.


١ المؤلف: المقصود هو الناقد القصاص: "حبيب الزحلاوي".
٢ المكشوف ١٩٣٩.

<<  <   >  >>