وهو الآن لا يقبل مهما كان الأمر أن يقال عنه أنه خلعها.
لذلك يبدو في الدكتور تهالك على أن يظهر أبدًا بمظهر الشهيد المضحى به. كان الدكتور طه في دوره الأول مشهورا بشقة الخلاف الواسعة بينه وبين الأزهر على أن الدكتور طه في دوره الثاني قد رغب في التسوية، ولست أعترف أكان حقا هو القائل هذه الكلمة التي شاعت مؤخرًا، إن الدكتور طه يعتبر أنحس أيامه ذلك اليوم الذي رمى فيه بعمته إلى البحر.
أما أثر هذا التحول في أدبه نجده واضح ملموس، فإن الدكتور أخذ بعده بأسباب نوع من إنشاء دعاة الإنشاء الخالص في مقدمة كتابه "على هامش السيرة" وهو نوع من الإنشاء لا يقوم في أساسه على فكرة تؤدي بل على جمال رصف ووصف.
والدكتور زكي مبارك قد سجل على الباحثين في مصر "الحديث، كانون الثاني ١٩٢٩" إنهم اليوم انصرفوا عن المسائل التي تصدمهم برجال الدين.
والمؤسف١ أن الدكتور طه حسين قد أوشك أن يتوصل إلى تلك الدرجة التي يستغبي فيها الكتاب قراءهم أو يستحمرونهم وعندي على ذلك دلائل هامة وشواهد معينة.
١- كان في إنشاء الدكتور طه صفة الإطناب والتكرير، وكنا نقول إن الآفة التي حرمته البصر لا تمكنه من مراجعة ما يكتب، على أنني يسوءني الآن أن أقرر أن صفة الإطناب والتكرير في إنشاء الدكتور قد أصبحت شيئا يتوخاه توخيا وهو مطمئن إلى أن القراء لن يفطنوا إليه.
إن خوف الدكتور من أن تعني عروبة مصر هدم أبي الهول والأهرام