للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد هاجم العقاد والمازني وطه حسين الشاعر شوقي هجوما عنيفا ثم غير كل من طه حسين والمازني رأيهما في الشاعر الكبير وظل العقاد على رأيه القديم.

ومما يلفت النظر هجوم أحمد زكي باشا شيخ العروبة على زكي مبارك مستهلا مقاله على هذا النحو "إلى الطفل الميمون نجل الدكتور زكي مبارك؛ ويقول له: إنك تكتب باسم أبيك فتارة تخطئ وتارة تصيب" ولعل من المعارك المثيرة ما ذكره مصطفى عبد الرازق في محاضرة عن ذكرى رينان الذي هاجم العرب ورماهم بأعنف التهم -واحتفلت به الجامعة المصرية- وفي هذه المحاضرة قرر المحاضر إن جمال الدين الأفغاني تطور فكره في أقل من ثلاث سنوات بعد مقابلته لرينان فغير رأيه في الدين وأعلن أن الإسلام كان عدوا للعلم والعقل والمدنية.

ومما يذكر هنا أيضا أن زكي مبارك الذي هاجم كثيرا من الأدباء وساقهم بقلم مرير الهجاء قد تراجع أمام السباعي بيومي الذي كال لبمارك الصاع صاعين "ص٤٤١" وهناك معركة أخرى لم تكتمل ضاع فيها زكي مبارك ضياعا مؤلما، تلك هي معركة وحدة الوجود وآرائه في القرآن التي شبب أوارها محمد أحمد الغمراوي ودريني خشبة في الرسالة وصمت إزاءها زكي مبارك صمتا محزنًا١.

ومن فنون المتناقضات في النقد الأدبي ما أحصاه الدكتور صلاح المنجد على الدكتور زكي مبارك "الرسالة ٣ فبراير ١٩٤١" من أن مبارك نقد أحمد أمين في الرسالة "١٠ يوليه ١٩٣٩" وقال عنه: "إن هذا الأستاذ لم يؤت أسلوبًا خاصًا وإنه ما كان في يوم من الأيام أديبًا وإن أحمد أمين ليس له أسلوب" ثم عاد بعد ذلك فكتب في الرسالة أيضا "١١ نوفمبر ١٩٤٠" فقال: "يجب الاعتراف بأن لأحمد أمين أسلوبًا وبأن لهذا الأسلوب شخصية تتميز بالسهولة والوضوح".

ومن مبالغات النقد ما ذكره زكي مبارك من أن الشيخ عبد العزيز البشري اتصل به تليفونيا وقال له إن إخوته مهتاجون لنقده والدهم "الشيخ سليم


١ أوردنا هذه المعركة في كتابنا "المساجلات".

<<  <   >  >>