للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البشري" وأنهم سيقتلونه على باب داره. وقال زكي مبارك: إنه يستطيع أن يسوق للمعركة ألف نبوت من سنتريس.

وقد جرى النقد الهادئ المنمق بين طه حسين وهيكل أمدًا طويلا ثم تحول إلى العنف من جانب طه حسين عندما كشف هيكل دسائس التغريب وعارض اتجاه طه حسين في استغلال الأساطير في كتابه السيرة.

أما المازني وطه حسين فقد كان بينهما سجال دائم وخصومة خفية، وظل طه حسين صامتا إزائها حتى هاجم المازني في معركة الديوان "أنات حائرة" لعزيز أباظة على نحو رمزي عنيف هنالك تدخل الدكتور زكي مبارك لكشف أسراره وتفسير مضامينه "ص١٢٢".

أما المعارك الأدبية بين طه حسين والعقاد فقد كانت يسيرة، كان طه حسين يخشى قلم العقاد فلم يعرض له إلا لماما وفي حذر شديد، وعندما انضم طه حسين إلى الوفد كان العقاد أكبر من يخشاه، لذلك أسرع مع مناسبة تكريم العقاد فأعلن أنه أمير للشعر وكان قد سبق فقال بعد وفاة شوقي إن إمارة الشعر انتقلت إلى العراق، وليس أعجب في جانب النقد ولا أروع من تعليق الرافعي على رأي طه حسين في نقل إمارة الشعر إلى العقاد حين وصفها "ص٥٤٠" بقوله: إنما أراد طه في سخريته أن يقول: فإن لم تثبتوا أن فيكم من استطاع أن يخلف شوقي فاصغروا واصغروا حتى يكون العقاد أميركم.

وهكذا تمضي المساجلات الأدبية بين الهدوء والثورة، وبين العنف والعمق، وبين التجرد والهوى لتمثل صورة العصر نفسه بما فيه من اضطراب وقلق وتحول.

ولا نعتقد أننا قد ألممنا إلماما كاملا بالمعارك الأدبية في هذا العصر، وإنما نقلنا صورة موجزة أمينة لهذه المعارك في غير ميدان السياسة التي سيختص بها كتابنا "الصحافة والسياسة".

ولقد سبقت هذه المعارك معركتين كبيرتين: الأولى بين إبراهيم اليازجي

<<  <   >  >>