للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه" , ثم يقول: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} " رواه مسلم١. قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل, حدثنا يونس, عن الحسن, عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم, وغزوت معه, فأصبت ظفرًا, فقاتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان, فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فقال رجل: يا رسول الله, أما هم أبناء المشركين؟ فقال: "لا, إنما خياركم أبناء المشركين -ثم قال: لا تقتلوا ذرية, لا تقتلوا ذرية, وقال: "كل نسمة تولد على الفطرة, حتى يعرب عنها لسانها, فأبواها يهودانه أو ينصرانها" , رواه النسائي في كتاب السير. وعن جابر, عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرًا وإما كفورًا". وعن ابن عباس -رضي الله عنهما, أن رسول الله -صلى الله عليه سلم- سئل عن أولاد المشركين فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم"، أخرجاه في الصحيحين عن ابن عباس مرفوعًا بذلك، وقد قال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا عفّان, حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة, أنبأنا عمار بن أبي عمار, عن ابن عباس قال: أتى عليَّ زمان وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين, وأولاد المشركين مع المشركين, حتى حدثنى فلان عن فلان أن رسول الله


١ مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، كتاب القدر, ج٢, ص٤٥٨, طبعة عيسى الحلبي, دار إحياء الكتب العربية.

<<  <   >  >>