للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله -صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عن أولاد المشركين فقال: "ألله أعلم بما كانوا عاملين"، قال: فلقيت الرجل فأخبرني, فأمسكت عن قولي.

وعن قتادة, عن مطرف, عن عياض بن حمار, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطب ذات يوم فقال في خطبته: "إن ربي عز وجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا: كل ما نحلته عبادي حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم, وحرّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي مالم أنزل به سلطانا" ١.

ويقول ابن كثير في أثناء تفسير سورة الروم، وقوله تعالى: {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} , أي: التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القيم المستقيم, {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} ٢, وقوله تعالى: {مُنِيبِينَ إِلَيْه} , قال ابن زيد وابن جريح, أي: راجعين إليه {وَاتَّقُوهُ} , أي: خافوه وراقبوه, {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} , وهي الطاعة العظيمة, {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ٣ أي: بل كونوا من الموحدين المخلصين له العبادة لا يريدن بها سواه، وعن يزيد بن أبي مريم قال: مرَّ عمر -رضي الله عنه- بمعاذ بن جبل فقالك عمر: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث؛ وهن المنجيات: الإخلاص؛ وهي الفطرة, فطرة الله التي فطر الناس عليها، والصلاة؛ وهي الملة والطاعة, وهي العصمة, فقال عمر:


١ راجع، ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، في تفسير سورة الروم، ج٣, ص٤٣٢.
٢ سورة الروم:٣٠.
٣ سورة الروم الآية:٣١.

<<  <   >  >>