للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بلادنا ويقتلنا ويحلها بني إسرائيل وإنا قومك وليس لنا منزل، وأنت رجل مجاب الدعوة فاخرج فادع الله عليهم قال: ويلكم نبي الله معه الملائكة والمؤمنون كيف أذهب أدعو علهيم وأنا أعلم من الله ما أعلم؟ قالوا له: ما لنا من منزل، فلم يزالوا به يرفقونه يتضرعون إليه حتى فتنوه فافتتن فركب حمارة له متوجها إلى الجبل الذي يطلعه على عسكر بني إسرائيل وهو جبل حسبان، فلما سرا عليها غير كثير ربضت به فنزل عنها فضربها حتى إذا أزلقها قامت فركبها فلم تسر به كثيرا حتى ربضت به فضربها حتى إذا أزلقتها أذن لها، فكلمته حجة عليه، فقالت: ويحك يا بلعام أين تذهب؟ أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا؟ تذهب إلى نبي الله والمؤمنين؛ لتدعو عليهم؟ فلم ينزع عنها فضربها فخلى الله سبيلها حين فعل بها ذلك فانطلقت به حتى إذا أشرفت به على رأس حسبان على عسكر موسى وبني إسرائيل جعل يدعو عليهم ولا يدعو عليهم بشرٍّ إلا صرف الله لسانه إلى قومه: أتدري يا بلعم ما تصنع؟ إنما تدعو لهم وتدعو علينا قال: فهذا ما لا أملك، هذا شيء قد غلب الله عليه، قال: واندلع لسانه، فوقع على صدره، فقال لهم: قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة فسأمكر لكم وأحتال، جملوا النساء وأعطوهن السلع، ثم أرسلوهن إلى المعسكر يبعنها فيه، ومروهن فلا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها فإنهم إن زنى رجل منهم واحد كفيتموهم. ففعلوا فلما دخل النساء العسكر مرَّت امرأة من الكنعانيين اسمها كستبي -ابنة صور رأس أمته- برجل من عظماء بني إسرائيل، وهو زمرى بن شلوم رأس سبط بني شمعون بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، فلما رآها أعجبته، فقام، فأخذ بيدها، وأتى بها موسى وقال: إني أظنك ستقول: هذا حرام عليك لا تقربها؟ قال: أجل هي حرام عليك، قال: فوالله لا أطيعك في هذا فدخل بها قبته فوقع

<<  <   >  >>