للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذاتي في إنتاج الغذاء، وألبسوها زخارف خادعة هشة تبدو في إنكار الإله والتنكر للأنبياء، والسخرية من يوم الحساب، والتمسك بالقشور والطلاء، والتهكم بالمقدسات!! عليهم لعنة الله١.

ثم ماذا قدمت إلينا حضارة الغرب؟ أو حضارة الشيوعية؟ إنهم قدموا لنا السيارة والقاطرة والباخرة والطائرة والأجهزة المتعددة؛ لخدمة أغراض الإنسان النفعية، كما قدموا لنا أسلحة الدمار الشامل؟ وهل هذه الحضارة المادية في علوم الجمادات يصح أن يطلق عليها اسم الحضارة بمفهومها الشامل؟

إنها حضارة ناقصة تفتقر إلى الأخلاق. وكما قال شاعرنا:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لم تقدم لنا حضارة الغرب سمو الاخلاق الذي تحرص عليه حضارة الإسلام، وليس لأهل الغرب بحضارتهم الزائفة أي نصيب في هذا المضمار، ولن يكون لهم نصيب فيه في المستقبل وعلى مدى الأيام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟؛ ذلك لأن علومهم علوم دينوية تسعى؛ لتحقيق رفاهية الإنسان وإشباع نزواته ورغباته فقط، والقرآن يبين لنا خطورة هذا الأمر على الإنسان؛ فإنه إن شبع من كل شيء طغى وبغى كما جاء في قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى} ، وعند الاستغناء تموت الحواس، وتطغى النفس البشرية وينمو فيها عامل الغرور والفجور: {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ، من ذلك يتبين لنا خطورة هذه الحضارة الغربية التي تتفاخر علينا بزيادة الإنتاج وإشباع الرغبات من كل شيء، ومآل ذلك إلى


١ المصدر السابق نفسه.

<<  <   >  >>