للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصناعات وأجلها، هي صناعة الرجال، وقد رسم الإسلام للمرأة علاقتها بالمجتمع وبين لها طريق الحلال والحرام عند إقامة هذه العلاقة، ولكن المفسدين الماديين يطمسون نور الحق بتدليسهم على النساء ويروجون الفوضى والفساد فيهونون من أمر الاحتشام والاحترام، ويسمحون لخروج المرأة على غير ما أمر الدين دعا إليه الشرع.

ونجد في هذا العصر بعض الذين تأثروا بالثقافات الأجنبية ينادون بتبطيق الاختلاط بين المرأة والرجل والفتاة والشاب مدعين أن لهذا الاختلاط منافع كثيرة، منها حل لغز المرأة في حياة الرجل، وتحقيق حسن المعاشرة بين الجنسين وإثارة التنافس بينهما، والائتناس بينهما، وسكون كل منهما للآخر، وهم في ذلك إنما يدعون إلى المحرمات، فتكون نتيجة هذا الاختلاط الإفضاء الجنسي المحرم الذي يزين الفاحشة ويعزي بها، وتكون المرأة في النهاية هي الضحية.

إنك تجد الدعوة لهذا الاختلاط تكفَّل بها أناس كثيرون من الكتاب والمفكرين والإذاعيين والإعلاميين ممن ثارت عقولهم ونفوسهم بالثقافات الأجنبية التي لا يحكمها دين ولا تنظمها شريعة، فالجرائد والمجلات والكتب تعرض أمام أعين الناس دعاوى أولئك المفسدين بالإضافة إلى الإذاعة والتلفيزيون اللذين يملآن أعين وآذان الناس بأصوات الفنانين والفنانات ومسلسلات الكذب والبهتان التي تدعو الناس إلى قبول الاختلاط كما تعمل على تهيئة النفوس لاعتباره شيئا طبيعا لا غبار عليه١.

ولا تزال تأتينا من جانب الغرب رياح الفتن والضلال، فتهيج في بلادنا نفوس كثير من النساء اللاتي يطالبن بأشياء ليست من حقوق المرأة بل هي من عقوق المرأة، ويساند هؤلاء النسوة اللائي يطعمن في المزيد من الوظائف


١ الشيخ محمد الغزالي، من هنا نعلم ص١٥٩.

<<  <   >  >>