أما الأولى: فقد جاء الحديث عن بعض الآداب الاجتماعية؛ كآداب الوليمة، وآدب الستر والحجاب, وعدم التبرج، وآداب معاملة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واحترامه, إلى آخر ما هنالك من آداب اجتماعية.
وأما الثانية: فقد جاء الحديث عنها في بعض الأحكام التشريعية؛ مثل: حكم الظهار, والتبني، والإرث، وزواج مطلقة الابن من التبني، وتعدد زوجات الرسول الطاهرات والحكمة منه، وحكم الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم, وحكم الحجاب الشرعيّ، والأحكام المتعلقة بأمور الدعوة إلى الوليمة, إلى غير ما هنالك من أحكام تشريعية.
"سورة الحجرات"
هذه السورة الكريمة مدنية، وهي على وجازتها سورة جليلة ضخمة، تتضمَّن حقائق التربية الخالدة، وأسس المدنية الفاضلة، حتى سمَّاها بعض المفسرين "سورة الأخلاق".
- ابتدأت السورة الكريمة بالأدب الرفيع الذي أدَّبَ الله به المؤمنين، تجاه شريعة الله وأمر رسوله، وهو ألَّا يبرموا أمرًا، أو يبدوا رأيًا، أو يقضوا حكمًا في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم، حتى يستشيروه ويستمسكوا بإرشاداته الحكيمة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .
- ثم انتلقت إلى أدبٍ آخر, هو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- تعظيمًا لقدره الشريف، واحترامًا لمقامه السامي، فإنه ليس كعامة الناس, بل هو رسول الله، ومن واجب المؤمنين أن يتأدبوا معه في الخطاب, مع التوقير التعظيم والإجلال١ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا