للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وختمت السورة بالتحذير من تعدي حدود الله، وضربت الأمثلة بالأمم الباغية التي عتت عن أمر الله، وما ذاقت من الوبال والدمار، ثم أشارت إلى قدرة الله في خلق سبع سموات طباق، وخلق الأرضين، وكلها براهين على وحدانية رب العالمين.

عالمية القرآن في التربية:

تربية المولى -عزَّ وعَلَا- للناس بعامة:

وجَّه المولى -سبحانه وتعالى- النداء في القرآن للناس جميعًا في كل البقاع والأصقاع؛ بقوله: يا أيها الناس, أو بقوله: يا بني آدم, أو بقوله: يا أيها الإنسان, أو بأمره لنبيه بأن يقول لهم ما أبلغه به جبريل عن الله -عز وجل- بقوله: "قل يا أيها الناس", فنجد في القرآن من مباشرة النداء آيات كثيرة تدعو الناس إلى عبادة الله وتوحيده؛ لأنه ربهم الذي خلقهم؛ كقوله عز من قائل:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢١، ٢١] .

فتجد "ربكم" فيها تنبيه على أن الموجب للعبادة هي الربوبية، والآية تدل على أن الطريق إلى معرفة الله والعلم بوحدانيته واستحقاقه للعبادة: النظر في صنعه, والاستدلال بأفعاله، وأن العبد لا يستحق بعبادته ثوابًا, لكنه لما أداها فإنه كأجيرٍ أخذ الأجر قبل العمل.

فالله المربِّي قد هيأ للناس الأرض, وصيرها متوسطة بين الصلابة واللطافة, حتى صارت صالحة لأن يقعدوا عليها, ويناموا عليها؛ كالفراش المبسوط, فهي مع اتساع جرمها, لا تأبى الافتراش عليها، كما جعل

<<  <   >  >>