وألوانهم ولغاتهم، وهو سبحانه مراقب لجميع أحوالهم وأعمالهم, وفي ذلك تذكير للناس بأصل الخلقة وقدرة الخالق مما يستوجب منهم عبادته وحده, وطاعة أوامره وحده.
أما في سورة الأعراف فيأمر الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن ينادي في الناس ويُعْلِمَهُمْ بأنه رسول الله إلى جميع الخلق, وأن عليهم أن يتبعوه إن أرادوا لأنفسهم رحمةً؛ حيث يقول عز من قائل:{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} آية ١٥٨.
وهذه الآية تحمل عالمية الدعوة، فهي لعموم الناس؛ أبيضهم وأسودهم, وأحمرهم وأصفرهم, وعربيهم وعجميهم, يطلب منهم الإيمان بالله وبرسوله وبكلماته, وهي شاهدةٌ على جميع البشر بأن الله أخبرهم عن طريق الرسول والقرآن وأقوال علماء المسلمين في كل مكان وزمان, فلاحجة لأحدٍ منهم أن ينكر البلاغ١.
ليبيِّنَ لهم على أن ظلمهم إنما يعد في النهاية عليهم، وأن المآل والمرجع إلى الله؛ فيخبرهم به يجازيهم عليه.
وفي سورة يونس أيضًا يكون النداء من العليّ القدير إلى الناس بالهداية والرحمة بمجيء القرآن والرسول -صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ