للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر آية ٣] . وقوله {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر آية: ٥] .

وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر آية: ١٥] .

وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات آية: ١٣] .

وفي مواضع أخرى يناديهم بقوله: يا بني آدم، وإن كانوا من أهل ملةٍ غير الإسلام قال: يا أيها الذين أوتوا الكتاب؛ ليذكِّرَهُم بالدين, وبأن الدنيا منقطعة وزائلة, وأن الحياة الحقيقية هي الآخرة، والآخرة إما أن تكون دار سعادة, وإما أن تكون دار شقاء, وأنه -عز وجل- أرسل إليهم آخر الأنبياء من لدنه ليربيهم على ملة الإسلام ملة أبي الأنبياء إبراهيم، وقد يوجه سبحانه النداء إلى الإنسان بمفرده, لعله يذكَّرُ أو يخشى, كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ١ وفي قوله -عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} ٢.

فالله -سبحانه وتعالى- يخاطب الجنس البشريّ كله موضحًا للناس أنه خالقهم, وأنه الملك سبحانه, وأنه ملك يوم الدين، وأنه هيأ لهم الأرض ومهدها كي تصلح لخدمتهم ومتاعهم وإقامتهم عليها, وأنه صاحب النعم وصاحب الرزق, ودعاهم إلى عبادته وطاعته, وفي الوقت نفسه حذرهم من عدوهم اللدود, وهو الشيطان الذي أضلَّ من قبلُ خلقًا


١ سورة الانفطار آية ٦.
٢ سورة الانشقاق آية ٦.

<<  <   >  >>