كثيرًا, وقصته مع أبيهم آدم من قبل معروفة، فلا يصحُّ لهم أن يستجيبوا لما يُخَيَّلُ إليهم من الزينة حتى لا ينغص علهم معيشتهم في الحياة الدنيا, ويذيع بينهم العداوة والبغضاء, وأنه -سبحانه وتعالى- قد خلقهم ليعمر بهم الأرض, وينزل من لدنه رسله ليهدهم سواء السبيل, وليبلغوهم بما يحب الله ويرضى, وأنه جعل المفاضلة بينهم قائمة على ميزان التقوى، فأكرم الخلق عنده هو أكثرهم عبادةً وخشوعًا واستجابةً لأوامره ونواهيه.
ويا حبذا لو أن هذه النداءات الموجهة من الله -عز وجل- إلى الناس بعامَّةٍ تترجم إلى اللغة الإنجليزية, وتبلغ للعالم أجمع؛ لأن من حقِّ هؤلاء الناس علينا أن نبلغهم ما أبلغنا القرآن, وما أبلغنا به سيد الخلق سيدنا -محمد صلى الله عليه وسلم, وليكن ذلك تحت عنوان:
"God's Call To all"
بمعنى "نداء الله للجميع", فتترجم للناس معاني الآيات التي تبدأ بقوله: "يا أيها الناس", وما جاء في معناها بلغةٍ سهلةٍ حتى يفهم الناس مراد الحق -تبارك وتعالى, فيدخلوا في دين الله حين يسمعون كلامه ويفهمونه.
أما من رضي بالله تعالى ربًّا, وبإلإسلام دينًا, وبسيدنا محمد نبيًّا ورسولًا, فهؤلاء لهم نداء خاصٌّ بهم وهو قوله: "يا أيها الذين آمنوا"، وهذا النداء من الله تعالى للمؤمنين به, الموحدين له, يأتي بعده تشريع وتوحيد وتأديب من رب العالمين، وقد صدق عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه؛ إذ قال لرجل: "إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا" فارعها سمعك, فإنه خير يأمر به, أو شر ينهى عنه"١.
ولقد تكرر النداء في القرآن قرابة تسع وثمانين مرة, كلها آداب
١ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ج١/ ١٤٨.