للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليستن بستني"١، وقال أيضًا: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم, فإنه له وجاء" ٢.

وطلب الرسول من كل مسلم التيسير في أمر الزواج، وأن يسارع المسلمون بتزويج المؤمنين الصالحين, وقال -صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه, إلّا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ٣.

ومن هذا الحديث نعلم أن الزواج يجب أن ينهض على أساس الدين, حتى تنشأ الذرية المسبحة بحمد الله.

والإسلام يرشدنا إلى أن الزوجين اللذين يؤسسان للبيت إنما هما نفس واحدة نبتت بجارها نفس منها، مماثلة لها، فهي لها وبها ومعها، وليس من طبيعتهما الخلاف والشقاق، بل من أصل طبيعتها التآلف والتراحم والوفاق، والقرآن الكريم يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ٤.

ويقول الرسول -صلوات الله وسلامه عليه: "إنما النساء شقائق الرجال".

وسعادة بيت الزوجية تتوقف على تحقق التوافق بين الزوجين في التفكير والتصرف والعمل والاعتقاد، ويختل نظام هذا البيت وتفسد فيه الحياة الزوجية إذا وقع الخلاف والشقاق بينهما، فإذا انحرفت المرأة


١ الغزالي: إحياء علوم الدين, ج٢/ ٢٢, طبعة الحلبي, "١٣٥٨هـ-١٩٣٩م", وفي صحيح مسلم, في كتاب النكاح.
٢ الغزالي: إحياء علوم الدين، ج٢/ ٢٣.
٣ المصدر السابق نفسه.
٤ سورة النساء، أية ١.

<<  <   >  >>