للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهم يقولون: "أنت رسول الله، وخاتم الأنبياء، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تشفع لنا إلى ربك … " الحديث (١).

٢ - عن ثوبان (٢) قال: قال رسول الله : "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض (٣) وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم (٤) وإن ربي قال لي يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، ولا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها - أو قال بأقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضًا، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق".

قال ابن عيسى: "ظاهرين"، ثم اتفقا: "لا يضرهم من خالفهم


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير: باب ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا﴾. انظر فتح الباري (٨/ ٣٩٥، ٣٩٦) ح ٤٧١٢، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان: باب أدنى الجنة منزلة فيها (١/ ١٢٧).
(٢) ثوبان: مولى رسول الله صحابي مشهور، اشتراه ثم أعتقه رسول الله فخدمه إلى أن مات. ثم تحول إلى الرملة ثم حمص، ومات بها سنة ٥٤ هـ. الإصابة (١/ ٢٠٥) رقم ٩٦٧.
(٣) أي: الذهب والفضة. النهاية (١/ ٤٣٨).
(٤) أي: مجتمعهم، وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم. النهاية (١/ ١٧٢).

<<  <   >  >>