للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عصمه" (١).

[٥ - السبب]

قال الطبري: "وللسبب الذي يتسبب به الرجل إلى حاجته: عاصم ومنه قول الشاعر:

إلى المرء قيس أطيل السرى … وآخذ من كل حي عصم (٢)

يعنى بالعصم: الأسباب، أسباب الذمة والأمان" (٣).

قلت: إذا أمعنت النظر في هذه المعاني وجدتها جميعًا ترجع إلى المعنى الأول الذي هو "المنع" فالحفظ منع للشيء من الوقوع في المكروه أو المحظور، والقلادة تمنع سقوط الخرز منها، والحبل يمنع من السقوط والتردي، والسبب يمنع صاحبه عما يكره.

[المعنى الشرعي]

أما عصمة النبي فقد عرفت بعدة تعريفات ولعل من أحسنها وأسلمها ما ذكره صاحب كتاب "نسيم الرياض" بأنها "لطف من الله تعالى يحمل النبي على فعل الخير ويزجره عن الشر مع بقاء الاختيار تحقيقًا للابتلاء" (٤).


= الزجاج النحوي: كان عالمًا أديبًا ديِّنًا صنف كتابًا في معاني القرآن، روى عن المبرد وثعلب وغيرهما، توفي في بغداد سنة ٣١١ هـ. وفيات الأعيان (١/ ٣٢).
(١) لسان العرب (١٢/ ٤٠٥).
(٢) ديوان الأعشى (ص ٣٧) بشرح الدكتور محمد حسين.
(٣) تفسير الطبري (٤/ ٢٦).
(٤) نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض (٤/ ٣٩).

<<  <   >  >>