للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن سفيان الثوري قال: "من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث: إما أن يكون فتنة لغيره. وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله الله في النار، وإما أن يقول: والله ما أبالي ما تكلموا وإني واثق بنفسي، فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه" (١).

وقال: "البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، فإن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها" (٢).

وعن أبي قلابة (٣) أنه قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون" (٤).

وبعد: فما نقلته ههنا يعد جزءًا يسيرًا جدًّا مما ورد عن السلف من نصوص في الحث على ترك الابتداع في الدين والتحذير من مخاطره ومغبة الإقدام عليه وموقفهم من أهله، فلقد اشتد نكير السلف على البدعة وأصحابها، والمجال هنا لا يتسع للاستفاضة في هذا الموضوع، وبما ذكر يحصل المقصود.

[ب - محاربتهم للتقليد]

وأما الأمر الثاني من الأمور التي تشكل خطورة على الاتباع والسنة في رأي السلف فهو "التقليد". والفرق بينه وبين الاتباع أن التقليد: هو الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه.

وأما الاتباع: فهو ما ثبت عليه الحجة.


(١) البدع والنهي عنها، لابن وضاح (ص ٤٧).
(٢) مجموع الفتاوى (١١/ ٤٧٢).
(٣) أبو قلابة: عبد الله بن زيد الجرمي: أحد الأعلام. قال أيوب السختياني: "كان والله من الفقهاء ذوي الألباب"، توفي سنة (١٠٤ هـ)، وقيل غير ذلك. تهذيب التهذيب (٥/ ٢٢٤، ٢٢٦).
(٤) البدع والنهي عنها (ص ٤٨).

<<  <   >  >>