للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الشرط السابع: القبول]

أي قبول الشهادتين والالتزام بمقتضياتها ولوازمها.

قال تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة]، وقال تعالى في شأن من لم يقبلها: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ﴾ [الصافات].

وعن أبي موسى الأشعري (١) عن النبي أنه قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقية (٢) قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب (٣) أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان (٤) لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" (٥).


(١) واسم أبي موسى: عبد الله بن قيس بن سليم من بني الأشعر من قحطان، صحابي أسلم بمكة ثم رجع إلى اليمن وقدم مع الأشعريين وكان حسن الصوت بالقرآن، وكان من الشجعان الولاة الفاتحين، توفي بالكوفة سنة ٤٤ هـ، وقيل غير ذلك. الإصابة (٢/ ٣٥١) رقم ٤٨٩٩.
(٢) هي مستنقع الماء في الجبال والصخور. فتح الباري (١/ ١٧٦).
(٣) هي الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء. فتح الباري (١/ ١٧٦).
(٤) بكسر القاف - جمع قاع: وهو الأرض المستوية اللمساء التي لا تنبت. فتح الباري (١/ ١٧٧).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم: باب فضل من علِم وعلَّم واللفظ له. انظر فتح الباري (١/ ١٧٥) ح ٧٩. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل: باب بيان مثل ما بعث النبي من الهدى والعلم. انظر: (٧/ ٦٣).

<<  <   >  >>