للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" (١).

[ب - شروط الشهادتين]

بعد ذكر معنى "شهادة أن محمدا رسول الله" ناسب المقام أن نشير ههنا إلى شروط هذه الشهادة بشقيها؛ لأننا في زمان يجهل فيه كثير من الناس هذه الشروط، إذ يعتقد كثير منهم لجهلهم أن التلفظ وحده يكفي لتحقيق الشهادة ويستغنون بهذا عن العمل بالمقتضى المترتب على هذه الشهادة.

وتصويبًا لهذا الخطأ وإزالة لهذا الجهل أقول: إنه من المعلوم أن العبد لا يدخل في دين الإسلام إلا بعد الإتيان بالشهادتين "شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله".

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات: ١٥].

وقال : "أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" (٢).

ومن المعلوم كذلك أن جميع الدين داخل في الشهادتين إذ مضمونهما أن لا نعبد إلا الله وأن نعبده بما شرع على لسان رسوله ونطيعه فيما جاء به عن ربه ، والدين كله داخل في هذا.

ولهاتين الشهادتين شروط لا بد من توفرها فيهما، إذ لا يمكن لقائلهما أن ينتفع بهما إلا بعد اجتماعها فيهما، وهذه الشروط مطلوبة في


(١) مجموع الفتاوى (٨/ ٦٣٨، ٦٣٩).
(٢) أخرجه البخارى في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة، باب الاقتداء بسنن الرسول . انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٥٠)، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله (١/ ٣٨).

<<  <   >  >>