للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دليل الإجماع]

نقل غير واحد من العلماء إجماع الأمة واتفاقها على عصمته في تبليغ ما أوحي إليه من ربه ﷿.

قال القاضي عياض: "وأجمعت الأمة في ما كان طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء منها بخلاف ما هو به، لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا ولا غلطا" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه، وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه ..... والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين" (٢).

[ب - العصمة من الكفر والشرك]

الحديث عن عصمته في هذا الجانب ذو شقين هما:

الأول: عصمته قبل مبعثه .

الثاني: عصمته بعد مبعثه .

أما الشق الأول: وهو عصمته من الشرك والكفر قبل بعثته ونزول الوحي إليه:

فقد دلت النصوص الثابتة على أن النبي معصوم منذ نشأته من الكفر والشرك فلم يعهد عنه أنه سجد لصنم أو استلمه أو إلى غير ذلك من أمور الشرك التي كان يفعلها قومه. فقد فطره الله على معرفته والاتجاه إليه وحده وهذا هو المعلوم من سيرته. فمن النصوص التي يستدل بها على هذا الأمر ما يلي:

-


(١) الشفا (٢/ ٧٤٦).
(٢) مجموع الفتاوى (١٠/ ٢٨٩، ٢٩٠).

<<  <   >  >>