للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بها، ويعتبرونها مصدرًا مستقلًا في التشريع، فلا يجب عرض ما جاء عنه على القرآن، بل يجب اتباعه وطاعته مطلقًا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن.

ولقد كان من مظاهر ذلك الإجماع الاعتناء بسنته وحفظها ونقلها، وتعليمها في كل عصر من العصور.

فلقد اعتني بالسنة فنقلها الخلف عن السلف، وحافظوا عليها، ووضعوا لها القواعد التي اعتنت بسلامتها سندًا ومتنًا.

والنقول عن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن سار على نهجهم في وجوب طاعته واتباع ما جاء به وتعظيمهم لسنته والعمل بها كثيرة جدًّا، ومن تلك النقول ما يلي:

[أ - الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين]

- أبو بكر الصديق :

عن أبي هريرة قال: "لما توفي رسول الله وارتد من ارتد من العرب، قال أبو بكر الصديق : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة. فقال له عمر : كيف تقاتلهم وقد قال النبي : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها". فقال أبو بكر الصديق: أليست الزكاة من حقها؟، والله لو منعوني عناقًا (١) كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها، فقال عمر : فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق" (٢).


(١) العناق: هي الأنثى من أولاد المعز ما لم يتم له سنة. النهاية (٣/ ٣١١).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب وجوب الزكاة، انظر: فتح الباري (٣/ ٢٦٢) (ح ١٣٩٩). وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله (١/ ٢٨).

<<  <   >  >>