للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تصور عظم خطر تلك الأمور على الأمة، كما تصور حرصهم على تحذير الأمة من خطرها وشرها الذي يهدد عقيدتهم وما هم عليه من الاتباع والسنة.

[أ - محاربتهم للبدعة]

فأول تلك الأمور وأشدها خطرًا على الأمة "البدعة"، فالابتداع في الدين قد حذر منه النبي بقوله: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

وقال: "فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة" (١).

كما بين حكم البدعة بقوله: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" (٢).

ومع وقفة تأمل لما ورد في هذه الأحاديث نلمس الأمور التالية:

ففي الحديث الأول والثاني وصف البدعة بكونها سلالة وانحرافًا من الطريق والصراط المستقيم الذي رسمه لهذه الأمة والذي أوجب الله علينا اتباعه فيه.


(١) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة (٣/ ١١)؛ وأخرجه البخاري موقوفًا، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن الرسول انظر: فتح الباري (١٣/ ٢٤٩) (ح ٧٢٧٧).
(٢) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (٥/ ١٣٢)، وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". وهذه الرواية أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود. فتح الباري (٥/ ٣٠١) (ح ٢٦٩٧).

<<  <   >  >>