للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تتضمن تصديق خبره والانقياد لأمره. "وأشهد أن محمدًا رسول الله" تضمنت تصديق الرسول فيما جاء به من عند الله.

فبمجموع هاتين الشهادتين يتم الإقرار.

فلما كان التصديق لا بد منه في كلا الشهادتين - وهو الذي يتلقى الرسالة بالقبول - ظن من ظن أنه أصل لجميع الإيمان وغفل عن أن الأصل الآخر لا بد منه وهو الانقياد، وإلا فقد يصدق الرسول، ظاهرا وباطنا ثم يمتنع من الانقياد للأمر، إذ غايته في تصديق الرسول أن يكون بمنزلة من سمع الرسالة من الله سبحانه كإبليس" (١).

ثالثًا: ما استدل به أهل اللغة على أن معنى الإيمان في قوله تعالى ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ [يوسف] هو التصديق غير مسلم.

إذ يرى علماء السلف أن تفسيرها بـ "أقررت" أقرب من تفسيرها بـ "صدقت" وذلك لأن لفظ "آمن" متى عُدّي باللام يكون بمعنى "أقر" وليس بمعنى "صدق"، إذ لا يكون بمعنى صدق إلا إذا عُدّي بالباء أو بنفسه.

[ب - المعنى الشرعي للإيمان]

تنوعت عبارات السلف في تعريف الإيمان:

أ - فتارة يقولون: الإيمان قول وعمل.

٢ - وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية.

٣ - وتارة يقولون: هو قول وعمل ونية واتباع سُنَّة (٢).


(١) الصارم المسلول (ص ٥١٩ - ٥٢٠) بتصرف.
(٢) هذه التعريفات الثلاثة أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الايمان. انظر (ص ١٦٢).

<<  <   >  >>