للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الجوانب التي عصم فيها النبي ]

[أ - العصمة في التبليغ ودعوى الرسالة]

وهذه العصمة هي التي عليها المناط، فبها يحصل المقصود من البعثة، فتبليغ شرع الله إلى الخلق هي مهمة الرسل من أولهم إلى آخرهم فهم الواسطة بين الله وبين خلقه الذين أرسلوا إليهم، فبطريقهم يهتدي البشر ويرشدون إلى دين الله إذ هم المبلغون عن الله أمره ونهيه وشرعه.

ولذلك فقد أوجب الله العصمة لأنبيائه ورسله في هذا الجانب حتى تصل الرسالة إلى العباد كاملة تامة غير منقوصة ولا محرفة، وبذلك تقوم الحجة على العباد.

ولقد دلت نصوص القرآن والسُّنَّة على عصمة نبينا محمد في هذا الجانب، وانعقد إجماع الأمة على ذلك.

[فمن القرآن]

١ - قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، فالآية نص في عصمة لسانه من كل هوى وغرض فهو لا ينطق إلا بما يوحى إليه من ربه ولا يقول إلا ما أمر به فيبلغه إلى الناس كاملًا موفورًا من غير زيادة ولا نقصان.

وهذه الآية شهادة وتزكية من الله لنبيه ورسوله محمد في كل ما بلغه للناس من شرع الله.

<<  <   >  >>